المشاركات

عزيزي الشتاء، أرجوك ألّا تأتي هذا العام

 .لم أتكلم كثيرًا منذ بداية الحرب. أعيش هنا وحدي وليس عندي الكثير من الأصدقاء العرب كما أني أحاول قدر المستطاع ألّا ألعب دور الضحية مع أصدقائي الأجانب. صمت طويل خيّم عليّ منذ عشرة أيام، أشارك رأيي مكتوبًا عبر مجموعات الواتساب، لكن كلامي بقي حبيس شاشة صغيرة، هي نافذتي الوحيدة المُطِلَّة على ذاكرتي وهي تتمزق إلى أن خرق أحدهم صومي عن الكلام، وذلك أثناء اجتماع عمل يضم جميع العاملين في الشركة. سألتني إحدى الزميلات عن عائلتي، وعمّا إذا كانوا في مأمن من كل ما يحدث. نظرت حولي فرأيت وجوهًا تترقّب حديثي بنوع من الفضول، وهنا نطقتُ بأول كلمة مسموعة لي منذ بداية الحرب. قلتُ إن عائلتي في مكان آمن، لكنهم ليسوا بخير. يسكنون في منزل لا يزال قيد الإنشاء، في منطقة ترتفع عن سطح البحر أكثر من ألف متر. عائلتي تشعر بالبرد رغم جميع محاولاتي اليائسة لإيجاد مكان دافئ لهم. هنا انفجرت بالبكاء. لم أكمل حديثي، وضعتُ رأسي بين يديّ وبكيت بحرقة. أظنه انهياري الأول منذ ولادتي، في العادة أجيد التحكم  جيدًا، أتقن لعبة الهروب عبر رمي النكات يمنة ويسرة، لكنني حينها كنت عاجزًا تمامًا عن الهروب، كان وجه أمي يسكنني، عيونها وه

صرت زلمي، متل بيّي

صورة
 فوق تختي ع اليمين في برداية بيضا، كل يوم الصبح ، قبل ما يجي أبو ريمون ، كانت إمّي تفيّقني بالشمس، تفتح البرداية وتجي الشمس عليّي، فيق ع مهلي، إنزعج من الشمس مش من إمّي. تحت تختي في شنطة سفر كبيرة، أخدتها معي لما سافرت إدرس بفرنسا  زمان ، بعدني مرّات بخاف منها، بسمع إنّ الولاد الأجانب بخافوا من الوحوش تحت التخت، نحن منخاف من شنط السفر، الوحوش مش موجودة غير بالقصص، بس الشنط بتاكل القصص أول مرّة اشتريت صبّاط رسمي كنت بالرابع، كان عنّا حفلة آخر السنة وبالرقصة لازم نلبس قميص وصبّاط رسمي. بذكر وقتها فقت لحالي، قبل الوقت وقبل الشمس، كنت ناطر إلبس الصباط بلكي بصير زلمي متل بيّي. كان المسرح مليان، كل الأهالي معزومين، كنت كتير مبسوط بالرقصة، طول الوقت عيوني ع أهلي، كانوا بآخر القاعة بس أقرب من الكل. خلصت الرقصة وركضت صوب إمّي، غمرتني وقالتلي يقبرني أجمل شب بالمدرسة. فجأة بيركض لعندي رفيقي، كان منيح بس سئيل شوي، قلّي انت كنت لابس الصباط بالمقلوب، وصار يضحك. ما بنسى هيديك اللحظة، اتطلعت بالصبّاط لقيته فعلا بالمقلوب، مدري من التوتر مدري من الحماس، بس للي بعرفه إني صرت إبكي، حسيت القاعة كلها ضحكت ع

we've only just met

صورة
I know we've only just met and I don't mean to move too fast but I couldn't sleep last night  because I don't know your name on insta or if you like coffee and for some reason, there is nothing in the world I like to know more, EXCEPT MAYBE  how your hair looks when it's messy in the morning  and what makes you laugh until you cry  or what makes you laugh when you're crying  either or both or all of those facts would be fine and I know we only just met  and I don't mean to move too fast but I couldn't focus this morning  because I need to know your preference and take-out food and the dreams you'd never say out loud but sincerely wish to come true and if i were to buy you flowers would you want them to be bleu and I know we only just met  and I don't mean to move too fast but suddenly your voice is in my head playing on repeat I'll probably never say this out loud and I should probably get some sleep  it's just that suddenly everything th

ستّي

صورة
  ستّي  عم إكتبلِك لأني ما بعرف إزعل إلّا هيك. بيقولوا لما نكتب منرتاح، قلت بجرّب، شو خسران؟ عاجقة عندك اليوم، وأنا حاطط كرسي حد شجرة التوت، حبيبة قلبك، مرة سمعتك عم تحكي معها، استغربت وقتها، كنت صغير، سألت إمي اذا التوت بيسمع، قالتلي إمي لاء، نحن منحب نحكي وما حدا يسمعنا، منرتاح هيك، بس من الصبح في زهر توت بالجو، يمكن إمي غلطانة، تاري التوت مش بس بيسمع، بيشتاق، بيزعل، وبيبكي كمان... تتذكري يا ستّي وقت كنت نام عندك وكون بدي انزل عبيروت؟ كنت إمشي من البيت بكير كتير، الكل نايم إلا إنت، فايقة عم تصلّي، كنتِ تسأليني إذا صلّيت، وأنا كذّب وقول إيه، كنتِ تقوليلي مشوارك طويل، ع آخر الدنيا، أوعك تنسى تصلي . تاري معك حق يا ستي، بتعرفي كم مرة ندمان إني ما صلّيت ؟ بس بيروت مش آخر الدنيا، طلع في دنيا أبعد من بيروت، دنيا كبيرة، وبعيدة، أنا سافرت مرة وشفتها، وقتها قلتلك بدي آخدك معي ع فرنسا، صرتي تضحكي، ما كنت عم كذّب، لو بعدك هون كنا رحنا،، وما تخافي، قبل ما نروح منصلّي ... قبل ما ودعك، بدي اعترفلك بشي. مرة كنت بالصف السابع، جيت من المدرسة لقيتك قاعدة برا، كنتِ زعلانة، سألتك شو بكِ، قلتيلي في حدا قط

قصة دولاب الملاهي

صورة
 صباح الخير... كيفِك؟ إمّي حطّت الركوة ع النار، جايين لعندها نسوان الحارة، وأنا بغرفتي، كنت عم حاول إقرا كتاب عن الفلسفة السياسية باليونان، بس مش عم ركّز، عم فكّر فيكِ، يا ريتِك جارتنا، كنتِ جيتي مع نسوان الحارة، وزادوا فناجين القهوة فنجان، وكنا حكينا ع العالم سوا، أو عن الفلسفة السياسية باليونان، ما بتفرق، أو حتى كنا سكتنا، بحب أسكت معك ع قد ما بحب إحكي... شفتي شو سهلة الحياة؟ مش كتير بعاد نحن،  بس بدنا فينا نلتقي، كل للي بيناتنا كتاب وعجقة نسوان، وفنجان قهوة من تحت إيد إمّي... فجأة بسمع جارتنا عم تبصّر لإمّي، قال جاييتنا رزقة ع البيت وبيّي عنده شغل جديد، ، وبكعب الفنجان في شكل دولاب، سكتوا كلّن، شكله الدولاب مش رزقة ولا عروس، هني سكتوا بس أنا قررت إحكي، تذكرت قصّة من إيام الولدنة، قلت بكتبلِك ياها، بلكي بقنعك بقهوة أمّي، وبفرجيها إن الرزقة ممكن تكون إنسان... كنت بالصف الخامس، كان في بكتاب القراءة قصة غريبة، بتحكي عن ناطور بمدينة الملاهي، طول عمره يتفرجى ع الولاد عم تلعب بالدولاب، بس ولا مرّة جرّب، كان الدولاب حسرة بقلبه، ضل ناطر للشتوية، كان ليل، الملاهي فاضية وهوي قاعد لحاله، قرر لأ

قصة الجرور لصغير

صورة
 حد تختي في جارور صغير، مليان كلاكيش بلا عازة، بين هالكلاكيش في إمتحان إملاء، كان هيدا أوّل امتحان بنجح فيه. وفي قدّاحة لونها أحمر، مرّة سرقتها من بيّي، كنت ولد وقتها، وكنت حابب بيّي يوقّف دخّان. حسّ عليّي إني سرقت القدّاحة، ابتسم وصاروا عيونه يلمعوا. متلي بيّي، ما بيِعرف يعبّر بالحكي، بس عيونه بيفضحوه، متل عيوني أول مرة شفتك، ضلّيت عم ابتسم، كأنّك سرقتي كل الامتحانات للي سقطت فيها، وخبيّتيها بشي جارور صغير حد تختِك... هيدي الرسالة صعبة عليكِ ، ما تكمليها إذا بدّك، سمعي شي غنيّة بدالها، وبس تخلص الغنيّة نامي، بس ما تنسي تسكري الجارور منيح... أنا وصغير كنت شاطر بالمدرسة، بس طول عمري إكره الإملاء. كانت إمي كتير تعاني معي، مرّة إعمل حالي مريض ومرّة نام أنا وعم إكتب. كنت بالصف الرابع وكان الطقس عاصف، وإمي عم تقرالي الإملاء. كانوا الكلمات صعبين ومليانين همزات، عملت شي عشر أغلاط وصرت إبكي. شافني بيّي عم إبكي، قلي اذا بتعمل منيح رح اشتريلك من الدكانة. شفته ضهر من البيت ودوّر السيارة. انبسطت، وفعلا شدّيت حالي وما عملت إلا غلطة... بس تعوّق بيّي، الدكانة مش بعيدة، بس يمكن التهى بشي حديث... بعد ش

قصة القميص الكحلي

حلوة قصّة شعرك الجديدة، بتلبقلك الغرّة، ع شرط ما تغطّي عيونك، لأن ما عش عندي شي حلو بهالدنيا، إلا عيونِك. سألتني رفيقتي عنّك، قالتلي شو أحلى شي فيكِ، ما عرفت شو بدي جاوب، صفنت شي دقيقة وابتسمت. هيك أنا، كل ما انسأل عنّك بصفن. قلتلها إنّك متل أول مرّة صلّيت فيها، وقت كنت ضيع وإنسى نص الحكي، وإرجع بلش من أوّل وجديد، هيك إنتِ، كل ما بشوفك كأني أول مرة عم صلّي، وأنا كل ما حب بصلّي من مدّة سمعت قصة حلوة، خبّروني ياها وحسيتها بتلقبلك، متل الغرّة، كان ع بالي خبرك ياها، بس خفت أصفن فيكِ ويضيع مني الحكي. رح اكتبلِك ياها هون، زيحي الغرّة عن عيونك وإقريها ع رواق... كان في شب مغروم بصبية، كانوا جيران،  بس بالضيعة الحب مش سهل. كان هوّي يحبها كتير، كل يوم ينطرها ع مفرق الساحة قبل ما تروح ع الثانوية، كرمال يلمحها بالمريول الأزرق والشنطة الكحلية. بس هيي كانت رافضة الموضوع، عاجبها وحابة تتقرب منه، بس حاسة القصة مستحيل تزبط، أهلها صعبة يقبلوا بشب ما بيشتغل ومش مأمن حاله، وكانت من عيلة محافظة كتير، يعني هيدي اللقاءات بالقهاوي والمطاعم مش كتير ميسّرة. كان يبعتلها رسايل مع شوفير الفان للي كانت تروح معه، بع