سأرحل من سجن فوق التراب، ل أذهب إلى سجن تحت التراب


في ذلك المقهى طاولة مستديرة، لا تتسع إلا ل شخصين

جلس قبالة صديقه و عيونه حمراء من كثرة الدموع، أخذ يحدّثه عن طفولته، عن أصدقائه الذين ما إحتفل مع أحدهم يوماً بمرور عامٍ على صداقتهم، كانوا إمّا يرحلون، أو تأخذه الوحدة بعيداً عنهم

حدّثه عن حبّه الأول، عن الفراق الذي أكل من إبتسامته رويدا رويدا، عن ساعات الليل الطويلة، و إرهاق النهار المزعج

قال له صديقه ما رأيك في الموت، لما لم تُقدم عليه في تلك الأيام العصيبة؟

انا الآن في سجن، انتظر فيه لعلّي أجد طريقة ما أضمن خروجي منه بعد موتي، لا يهم أن يرحل جسدي و تبقى روحي هنا لتشهد على حرق جسدي، فالرماد المنبعث سوف يحرّرني، انا لن أقدم على الموت يا صديقي و أنا على يقينٍ بأنني سأرحل من سجن فوق التراب، ل أذهب إلى سجن تحت التراب

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أنا من أُبالغ وأفرط في الحب دائمًا

رسالة إلى ابنتي التي لم تأتي بعد

اعزائى البؤساء