رائعون في البداية


سأقول لك شيئًا في غاية الغرابة : 

“هل تعرف رُغم كل الذين أحبونني وأحببتهم ، كنتُ أنا دائمًا الطرف الأكثر حبًا لهم ، أقصد أن ورغم قدرتي الضعيفة على التعبير لكنني أُقدم أشياء صادقة ، أُقدم أشياء رُبما لا يعرفون قيمتها إلا بعد نهاية علاقتنا ، هم رائعون في البداية كالجميع ، كلهم رائعون في البدايات ، الوَنس ، الأمان ، الردود الطيبة والشغف ، أما عني فكنت دائمًا أبحث عن ما هو بعد هذةِ الخطوة ، تمنيت لو أنني التقيت بشخص لا يمل مني ، شخص يُجيد التعبير عن مشاعره أفضل مني ، بالكلمات ، بالأفعال ، بالأشياء البسيطة التي أحبها ، فقط البدايات رائعة في كل شيء ، لكن الوقت يُبّرد مشاعرهم ، الوقت يكشف أن إقترابهم مني كان بدافع الفضول أو مُجرد نوبات إحتياج فتعثروا بي لأعوضهم عن الفراغات التي يشعرون بها ، لم يحدث يومًا ووجدت من تغير لأجلي ، من حاول وضحى ليبقى بجانبي ، لم يتشبث بي أحد كما ينبغي ، لم يُشعرني أحد أنني الأهم في حياته ، لم يتحمّلني أحد كما أتحمل أنا ، دائمًا أنا الطرف الأقوى الذي ينبغي علية أن يبقى قويًا طوال الوقت ، لم أجد من أستطيع الإنهيار أمامه في أوقات ضعفي ، لم أجد من يُفكر طوال الوقت في سعادتي كما أُفكر أنا في سعادته ، كان حُبهم عاديًا ، لا يختلف كثيرًا عما أسمع قصصه وأقرأ عنه ، كان حُبهم أقل من العادي ، حتى آمنت أنني السبب في هذهِ العادية ، حتى آمنت أن الحب الذي أبحث عنه لا يخرج عن خيالي وأفكاري ، ربما أحببني الكثير لكن بالتأكيد لم يُحبنني أحد أكثر مما أحببته.”

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أنا من أُبالغ وأفرط في الحب دائمًا

رسالة إلى ابنتي التي لم تأتي بعد

اعزائى البؤساء