طمنيني عنِّك
طمنيني عنِّك... صرلي فترة حاسّك ضايعة. يمكن ضايعة إذا بتسافري أو بتضلّي، أو أيّة لون بدّك تصبغي شعرِك، أو يمكن محتارة إذا بتقري هيدي الرسالة أو لاء.
ع كل حال ما تعتلي هم، عادي تضيعي، كلنا ضايعين، أنا بقيت سنين ضايع لحد ما لقيتِك. بالنسبة لشعرِك خلّيه هيك، حلو متل ما هوّي، وإذا عنجد ناوية تسافري، خدي هيدي الرسالة معِك، كتبيها ع ورقة وحطّيها بالشنطة، ولمّا الغربة تكسرك، وتحسي حالك مشتاقة، اتذكّري الرسالة للي بالشنطة، كل ما تتعبي إقريها، اتذكّري إن الغربة صعبة والرسايل وطن صغير، وكل ما يخلص وطن بكتبلِك وطن جديد...
أنا وصغير ما كان عندي كتير ألعاب، مش قليل بس مش كتير. بس أكتر شي كنت حب الجنود، كان عندي جيش كامل لونه أخضر، كل يوم جاهز نحارب سوا. نهار السبت كنت أنا الوحيد للي عنده عطلة، رفقاتي كلّن يعطلوا الجمعة. كل نهار سبت كنت صفّ الجنود وإعمل حرب، أغلب حروبي كانت ضد إسرائيل، من صغري بحلم حرر فلسطين، وكل نهار سبت حررها، أنا لوحدي محرر فلسطين أكتر من خمسين مرة. كنت مبسوط بالجنود، لحد ما شفت دعاية ع سبايستون، سيارة كبيرة ع الريموت كنترول. أخدتلي عقلي، صرت كل يوم فكّر فيها، صرت خطط كيف بدي حطّ الجنود عليها، وكيف بدي رح يصير جيشي أقوى، وكيف الحروب رح تخلص أسرع... بس كنت عارف إن ألعاب سبايستون غالية، وما إلي عين إطلب من بيّي يشتريلي ياها. رحت اشتريت قجّة، وصرت كل يوم حط فيها خمسمية، نص مصروفي وقتها. خلصت أول قجة، جبت التانية، صار عندي قجتين مليانين خمسميات. بعد شي شهر فتحت القجة، لقيت فيها كتير ألوف، مع إني ولا مرة حطيت ألف، سألت إمي، قالتلي إن بيّي كل فترة يحط فيها ألف ليرة قبل ما يروح ع الشغل، ومرّات خمس آلاف. صار معي حق السيارة وزيادة، رحت ع السوق، اشتريت السيارة وأكلت بالباقي سندويشة، وضيّفت أهلي سندويشات، كانت أوّل مرة بعزم أهلى ع شي. جيت ع البيت مبسوط كتير، فتحت السيارة وصرت إلعب فيها دغري، حطيت الجنود عليها، صارت الحرب أحلى وجيشي صار أقوى، بقيت وقت طويل عم إلعب، نسيت الدنيا كلها، حسيت حالي أسعد ولد بالعالم... فجأة بعد شي ساعتين بتخبط السيارة بالحيط، ركضت بسرعة لشوف شو صار، لقيتها انكسرت، السيارة للي صرلي شهر عم جمع حقها انكسرت بأقل من ساعة. وقتها بكيت كتير، بحرقة يعني، كنت أول مرة ببكي هيك، إجوا أهلي ع الصوت، لاقى بيّي السيارة مكسورة، أخدها مني وجاب العدّة من الجارور، صار يحاول يصلّحها، الحياة بتكسر الإشيا وبيّي بصلّحها، ضل شي ساعتين يحاول، رجعت تمشي بس مش متل قبل، كرمال يراضيني صار يلعب معي، وبسيارة معطوبة وجنود نصّن ضايعين، أنا وبيّي حررنا فسلطين سوا...
ليه الألعاب بتنكسر ؟ ليه مجبورين نهاجر لنعيش؟ ليه فلسطين بعدها محتلة؟ وليه نحن مش سوا؟ شفتي، مش وحدك للي ضايعة، أنا كمان ضايع، بس الفرق إني مش ناوي أصبغ شعري، ولا ناوي هاجر. إذا بعدك ضايعة خليكّي مطرحك، ما تتحركي، أنا رح فتش عليكِ ولاقيكي، بعد في عندي كتير حروب وكل جنودي ضاعوا، منحارب الدنيا سوا، منحارب كرمال شي حلم أو شي وطن، وإذا شي مرة حسيتي أحلامك عم تتكسر
خبريني، باخدن لبيّي، هوي شاطر بالتصليح، الحياة بتكسر الإشيا وبيّي بصلّحها....
تعليقات
إرسال تعليق