قصة القميص الكحلي

حلوة قصّة شعرك الجديدة، بتلبقلك الغرّة، ع شرط ما تغطّي عيونك، لأن ما عش عندي شي حلو بهالدنيا، إلا عيونِك. سألتني رفيقتي عنّك، قالتلي شو أحلى شي فيكِ، ما عرفت شو بدي جاوب، صفنت شي دقيقة وابتسمت. هيك أنا، كل ما انسأل عنّك بصفن. قلتلها إنّك متل أول مرّة صلّيت فيها، وقت كنت ضيع وإنسى نص الحكي، وإرجع بلش من أوّل وجديد، هيك إنتِ، كل ما بشوفك كأني أول مرة عم صلّي، وأنا كل ما حب بصلّي

من مدّة سمعت قصة حلوة، خبّروني ياها وحسيتها بتلقبلك، متل الغرّة، كان ع بالي خبرك ياها، بس خفت أصفن فيكِ ويضيع مني الحكي. رح اكتبلِك ياها هون، زيحي الغرّة عن عيونك وإقريها ع رواق... كان في شب مغروم بصبية، كانوا جيران،  بس بالضيعة الحب مش سهل. كان هوّي يحبها كتير، كل يوم ينطرها ع مفرق الساحة قبل ما تروح ع الثانوية، كرمال يلمحها بالمريول الأزرق والشنطة الكحلية. بس هيي كانت رافضة الموضوع، عاجبها وحابة تتقرب منه، بس حاسة القصة مستحيل تزبط، أهلها صعبة يقبلوا بشب ما بيشتغل ومش مأمن حاله، وكانت من عيلة محافظة كتير، يعني هيدي اللقاءات بالقهاوي والمطاعم مش كتير ميسّرة. كان يبعتلها رسايل مع شوفير الفان للي كانت تروح معه، بعتلها سبع رسائل  وهيي ما تجاوب، آخر مرة ضحكتله، كانت أول مرة بيحس إن في أمل، وإن حرزانة النطرة. ضل هيك ع شي ٦ أشهر، يحبها عن بعيد، وهيي تضحكله عن بعيد
 كان عم يحاول يلاقي شغل، بس مش عم تزبط معه. صار يجيها عرسان وهيي ترفض، بس ولا مرة جابت سيرته، كانت تحبه بينها وبين حالها، وتحت المريول الأزرق كان في بنت عشقانة، مخبيّة سبع رسايل بشنطة كحلية، وضحكة حلوة ع مفرق الساحة... لحد ما بيوم أخيرًا فتح محل، عريس لقطة يعني، حمل حاله وراح ع السوق، اشترى بنطلون جديد وقميص كحلي، ع لون شنطتها. تاني يوم قرر يزورها بالثانوية، بده يخبرها شخصيًّا إن صار جاهز، وقادر يفوت ع البيت... راح ع الثانوية وقت الفرصة، كانت البوابة مسكّرة، فتش منيح لاقى سياج مش كتير عالي. طلع ع السياج، وصل لفوق وعلق القميص بالسياج، نط ع الملعب وانخزق القميص... بس مش مشكل، مهم هيي هون، قريبة كتير، ركض لعندها، كانت مع رفيقتها عم تكزدر. شافته من بعيد، اتفاجأت وخافت، قرّب لحدها وقلها ما تروحي، بس كلمة ع السريع لو سمحتي... استحت منّه، قلّها انا فتحت محل وبدي فوت ع البيت، ابتسمت وقالتله ايه، أنا رح احكي مع بابا ويا أهلا وسهلا...

بخزانة إمي ع الرف الفوقاني في قميص كحلي مخزوق، وحدّ القميص في سبع رسايل حب، وفي قصة شب وصبية، حبوا بعضن واتزوجوا، وجابوا بنت وصبي صغير مغروم ببنت بعيدة، أبعد بكتير من مفرق الساحة، كل ما يزعل بيكتبلها، أكتر بكتير من سبع رسايل... شفتي، في قصص حب بتكمل، بس مش معنا نحن، يمكن إنت مش من نصيبي، عادي، في ناس بتعيش قصص الحب وناس بتكتب عنها، أنا شكلي رح ضل اكتب بلا ما عيش... هالقصة حكالي ياها بيّي من فترة، قلّي إن يومها، لما رجع من الثانوية كانت أول مرة بصلّي بحياته كلّها، كان يسمع عن الصلاة بس مش مجربها، متل ما كان يسمع عن الحب ومش مجربه، وأوّل حب متل أول صلاة... نحن هيك ، مش كتير ملتزمين بس كتير منصلي، كل ما نحب منصلي، وكل ما نخاف منصلّي... وأنا هلق بحبك، وخيفان ضل عم حبّك، وخيفان تطوَل وتغطي الغرّة عيونك، وما يعود في شي بهالدنيا محرز... بس وحياة قميص بيي المخزوق، إن قصتنا بعدها ما خلصت، بعد في كتير حكي ورسايل، وبعد في صلاة، كل ما بشوفك بنساها وبعيدها من الأول، لأنّك متل أوّل مرة صلّيت فيها....

       

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أنا من أُبالغ وأفرط في الحب دائمًا

رسالة إلى ابنتي التي لم تأتي بعد

اعزائى البؤساء