قصة دولاب الملاهي
صباح الخير... كيفِك؟
إمّي حطّت الركوة ع النار، جايين لعندها نسوان الحارة، وأنا بغرفتي، كنت عم حاول إقرا كتاب عن الفلسفة السياسية باليونان، بس مش عم ركّز، عم فكّر فيكِ، يا ريتِك جارتنا، كنتِ جيتي مع نسوان الحارة، وزادوا فناجين القهوة فنجان، وكنا حكينا ع العالم سوا، أو عن الفلسفة السياسية باليونان، ما بتفرق، أو حتى كنا سكتنا، بحب أسكت معك ع قد ما بحب إحكي... شفتي شو سهلة الحياة؟ مش كتير بعاد نحن، بس بدنا فينا نلتقي، كل للي بيناتنا كتاب وعجقة نسوان، وفنجان قهوة من تحت إيد إمّي...
فجأة بسمع جارتنا عم تبصّر لإمّي، قال جاييتنا رزقة ع البيت وبيّي عنده شغل جديد، ، وبكعب الفنجان في شكل دولاب، سكتوا كلّن، شكله الدولاب مش رزقة ولا عروس، هني سكتوا بس أنا قررت إحكي، تذكرت قصّة من إيام الولدنة، قلت بكتبلِك ياها، بلكي بقنعك بقهوة أمّي، وبفرجيها إن الرزقة ممكن تكون إنسان...
كنت بالصف الخامس، كان في بكتاب القراءة قصة غريبة، بتحكي عن ناطور بمدينة الملاهي، طول عمره يتفرجى ع الولاد عم تلعب بالدولاب، بس ولا مرّة جرّب، كان الدولاب حسرة بقلبه، ضل ناطر للشتوية، كان ليل، الملاهي فاضية وهوي قاعد لحاله، قرر لأول مرة بحياته يجرّب الدولاب، دوّر المكنة ونطّ، أول شي انبسط، شعور جديد، بس بعد شوي تعب، زهق من نفس المنظر، بس الدولاب ما تعب، ضل عم يبرم فيه لحد ما داخ الناطور، ومات... وقتها كتير تأثرت بالقصة، زعلت ع الناطور، وصرت خاف من الملاهي، وخاصة من الدولاب. ضلّيت شي عشر ايام شوف الناطور بمنامي، مش كل يوم، بس لما يخطر ع بالي خاف، وإزعل. عِرفت إمي بالموضوع، وقرروا أهلي ياخدوني ع الملاهي، بلكي بكسر خوفي. رحنا بفرصة الربيع، جبرتني إمي إطلع بالدولاب، بس أكيد مش لحالي، ولا مرة كنت لحالي، ولا مرة خفت لحالي، دايما كان في إمّي، والخوف مش كتير بيخوّف لما تكون إمّي... طلعت، صار يبرم الدولاب فينا، وأنا صرت إرجف شوي، حطّت إمي إيدها ع كتفي، قالتلي غمّض عيونك اذا خيفان، غمّضت عيوني، بس ضليت شايفها حدّي، اطمنت شوي، صرنا فوق، أعلى شي، قالتلي إمي فتّح عيونك وما تخاف، فتّحت عيوني، كان المنظر بياخد العقل، صرت اضحك، نسيت الخوف، باستني إمي ع خدي، وقالتلي شفت يا ماما ما في شي بيخوّف...
بتعرفي حبيبتي، ما معها حق إمي، صحيح الدولاب ما كتير بيخوّف، بس في كتير اشيا بتخوّف، وأنا مش كتير بفرق عن الناطور، علقان بدولاب وما عم بقدر إهرب، إذا نطّيت بموت وإذا ضلّيت بدوخ، مغمّض عيوني ومش شايف غيْرك، بقشعك لما خاف، وكل ما ضيع بروح لعندِك، خليكي معي بالدولاب، دوخي معي، جايب معي فنجان قهوة زيادة، وكتاب فلسفة، حكيلي عن مخاوفك، أنا معوّد خاف، ولما تتعبي منسكت، مش مشكل، ما أنا بحب أسكت معك ع قد ما بحب إحكي.
تعليقات
إرسال تعليق